قالوا وليس بهم إلا نفاسته أنافع ذا من الإفلاس والعدم ولأبي سليمان جليس ثعلب لقد ضلت حلوم من أناس يرون العلم إفلاسا وشوما كسانا علمنا فخرا وجودا وبالجهل اكتسوا عجزا ولوما هم الثيران ان فكرت فيهم فكيف بأن ترى ثورا عليما فجانبهم ولا تعتب عليهم وكن للكتب دونهم نديما وقال آخر العلم بلغ قوما ذروة الشرف وصاحب العلم محفوظ من الخرف يا صاحب العلم مهلا لا تدنسه بالموبقات فما للعلم من خلف وقال آخر لو أن العلم مثل كان نورا يضاهي الشمس أو يحكم النهارا لذاك الجهل أظلم جانباه ونور العلم أشرق واستنارا وجدت في كتاب أبي رحمه الله بخطه حدثنا أحمد بن سعبد نا محمد بن موسى ابن عيسى الحضرمي حدثنا أبو الطاهر حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال سمعت معتمر بن سليمان يقول كتب إلى أبي وأنا بالكوفة يا بني اشتر الورق واكتب الحديث فإن العلم يبقى والدنانير تذهب قال أبي قال أحمد بن سعيد وأنشدني غير واحد في هذا المعنى لبعض المحدثين العلم زين وكنز لا نفاد له نعم القرين إذا ما عاقلا صحبا قد يجمع المرء مالا تم يسلبه عما قليل فيلقي الذل والحربا وجامع العلم مغبوط به أبدا فلا يحاذر فوتا لا ولا هربا يا جامع العلم نعم الذخر تجمعه لاتعدلن به درا ولا ذهبا وأنشدنا أبو العيناء وغيره للجاحظ ويقال أنه ليس له غير هذه الأبيات يطيب العيش إذ تلقى لبيبا غذاه العلم والرأي المصيب فيكشف عنك حيرة كل جهل ففضل العلم يعرفه الأريب سقام الحرص ليس له دواء وداء الجهل ليس له طبيب
(٥٨)