جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر - ج ١ - الصفحة ٥٤
ظلمه إلا مجالس العلماء حدثنا عبد الوارث بن سفين نا قاسم بن أصبغ أصبغ نا أحمد بن زهير نا عبد الجبار بن عاصم نا أبو المليح عن ميمون قال أن مثل العالم في البلد كمثل عين عذبة في البلد وروينا عن عبد الله بن المبارك أنه قال خير سليمان بن داود بين الملك والعلم فاختار العلم فأتاه الله الملك والعلم معه باختياره العلم وجدت في كتاب أبي رحمه الله بخطه أنشدنا أبو عمر أحمد بن سعيد لبعض الأدباء رأيت العلم صاحبه شريف وإن ولدته آباء لئام وليس يزال يرفعه إلى أن يعظم قدره القوم الكرام ويتبعونه في كل أمر كراع الضأن تتبعه السوام ويحمل قوله في كل أفق ومن يك عالما فهو الإمام فلولا العلم ما سعدت نفوس ولا عرف الحلال ولا الحرام فبالعلم النجاة من المخازي وبالجهل المذلة والرغام هو الهادي الدليل إلى المعالي ومصباح يضيء به الظلام كذلك عن الرسول أني عليه من الله التحية والسلام وفي رواية أخرى وأن طلابه حق على من له عقل وليس به سقام فأما عالما يغدو وإما إلى التعليم بخرجك اغتنام وسائر ذاك من لا خير فيه ومن يك عالما فهو الإمام كذاك عن النبي أتى عليه من اله التحية والسلام وهذه الأبيات نسبها بعض الناس إلى منصور بن الفقيه وليست له وإنما هي لبكر بن حماد صحيحة وأنشدناها عنه جماعة وحدثنا أبو عبد الله عبيد بن محمد نا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد القاضي القلزمي ومحمد بن أيوب بن يحي القلزمي وعبيد بن محمد بن خنيس الكلاعي بدمياط حدثنا موسى بن محمد بن عطاء القرشي قال حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن الحسن عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا العلم فإن تعليمه لله خشية وطلبه عبادة ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة وبذله لأهله
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»