يكرهون كتاب الحديث وأخبرنا محمد بن إبراهيم نا محمد بن معاوية نا جعفر بن محمد الفريابي نا صفوان بن صالح نا الوليد بن مسلم قال سمعت الأوزاعي يقول كان هذا العلم شيئا شريفا إذا كان من أفواه الرجال يتلاقونه ويتذاكرونه فلما صار في الكبت ذهب نوره وصار إلى غير أهله وذكر الحسن بن علي الحراني نا عبد الله بن صالح نا الليث عن يحيى بن سعيد قال أدركت الناس يهابون الكتب حتى كان الآن حديثا قال ولو كنا نكتب لكتبت من علم سعيد وروايته كثيرا وذكر الحلواني قال نا دحيم نا الوليد بن مسلم عن عطاء بن مسلم عن عمرو بن قيس عن إبراهيم قال لا تكتبوا فتتكلوا قال الحلواني وأخبرنا آدم نا أبو شهاب والحسن ابن عمرو عن الفضيل بن عمرو قال قلت لإبراهيم إني آتيك وقد جمعت المسائل فإذا رأيتك كأنما تختلفس مني وأنت تكره الكتابة قال لا عليك فإنه قل ما طلب إنسان علما إلا آتاه الله منه ما يكفيه وقل ما كتب رجل كتابا إلا اتكل عليه قال أبو عمر من كره كتابة العلم إنما كرهه لوجهين أحدهما ألا يتخذ مع القرآن كتابا يضاهي به ولئلا يتكل الكاتب على ما كتب فلا يحفظ فيقل الحفظ كما قال الخليل رحمه الله ليس بعلم ما حوى القمطر ما العلم إلا ما حواه الصدر وأنشدني بعض شيوخي لمحمد بن بشير باسناد لا أحفظه أما لو أعى كل ما أسمع وأحفظ من ذاك ما أجمع ولم أستفد غير ما قد جمعت لقيل هو العالم المقنع ولكن نفسي إلى كل فن من العلم تسمعه تنزع فلا أنا أحفظ ما قد جمعت ولا أنا من جمعه أشبع ومن يك في علمه هكذا يكن دهره القهقري يرجع إذا لم تكن حافظا واعيا فجمعك للكتب لا ينفع أأحضر بالجهل في مجلس وعلمي في الكتب مستودع وقال أبو العتاهية من منح الحفظ وعيى من ضيع الحفظ وهم وأخبرنا عبد الرحمن بن يحيى نا أحمد بن سعيد نا صالح بن محمد بن شاذان نا إسحاق بن هبيرة بن معبد الخراساني قال قال أبو معشر في الحفظ
(٦٨)