جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر - ج ١ - الصفحة ١٣٣
وروينا عن الشعبي أنه قال ما رأيت مثلي ما أشاء أن أرى أعلم مني إلا وجدته وقال غيره علمنا أشياء وجهلنا أشياء فلا نبطل ما علمنا بما جهلنا وقال حماد بن زيد سئل أيوب عن شيء فقال لم يبلغني فيه شيء فقيل له قل فيه برأيك قال فقال لا يبلغه رأيي أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن قال حدثنا إبراهيم بن بكر قال حدثنا محمد ابن الحسين الأزدي الحافظ الموصلي قال حدثنا عبيد الله بن جرير قال سمعت علي ابن المديني يقول قال عبد الرحمن بن مهدي ذاكرت عبيد الله بن الحسين القاضي بحديث وهو يومئذ قاض فخالفني فيه فدخلت عليه وعنده الناس سماطين فقال لي ذلك الحديث كما قلت أنت وأرجع أنا صاغرا وقال الخليل بن أحمد أيامي أربعة يوم أخرج فألقى فيه من أنا أعلم منه فذلك يوم فائدتى وغنيمتى ويوم أخرج فالقي فيه من أنا أعلم منه فذلك يوم أجرى ويوم أخرج فألقى فيه من هو مثلي فأذاكره فذلك يوم درسي ويوم اخرج فألقى فيه من هو دوني وهو يرى أنه فوقي فلا أكلمه وأجعله يوم راحتي وروي أن بزرجمهر أخذت امرأة بلجامه وهو خارج من عند كسرى فقالت أخبرني عن ما يحبط الناس فيه من معاشهم أعلى قدر كيسهم أم بتقدير من خالقهم لهم فقال لها هذه مسئلة قد اختلف فيها من مضى من سلفنا فقالت له فأنت على كثرة ما تأخذ من بيت المال تعي بالجواب في هذه المسألة فقال لها إنما آخذ من بيت المال على قدر ما أحسن ولو أخذت على قدر مالا أحسن انفدته سريعا فقالت له المرأة أما أنك إذ عييت عن جواب هذه المسألة لقد أحسنت الحيلة في بقاء هذا الرزق عليك وقال غيره من الحكماء لم أطلب العلم لأبلغ أقصاه ولكن لأعلم ما يسعني جهله وقال الشاعر إذا ما انتهى علمي تناهيت عنده أطال فأملى أم تناهى فأقصرا ويخبرني عن غائب المرء فعله كذا الفعل عما غيب المرء مخبرا وأخبرني غير واحد عن أبي محمد قاسم بن أصبغ قال لما رحلت إلى المشرق نزلت القيروان فأخذت على بكر بن حماد حديث مسدد ثم رحلت إلى بغداد ولقيت الناس فلما انصرفت عدت إليه لتمام حديث مسدد فقرأت عليه فيه يوما حديث النبي صلى الله عليه وسلم إنه قدم قوم من مصر مجتابي النمار فقال لي إنما هو مجتابي
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»