الدرر - ابن عبد البر - الصفحة ٢٥٥
واتبعته بنو حنيفة إلا ثمامة بن أثال الحنفي بقي على الإيمان بالله ورسوله ولم يرتد مع قومه وقدم عليه صلى الله عليه وسلم وفد بني تميم منهم عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس الدارمي وقيس بن عاصم المنقري وعمرو بن الأهتم من بني منقر بن عبيد أيضا والزبرقان بن بدر من بني بهدلة ونعيم بن يزيد وقيس بن الحارث والحتات بن يزيد المجاشعي وهو الذي آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين معاوية وقد ذكرنا خبره في بابه من كتاب الصحابة وهؤلاء وجوه وفد تميم وقدم معهم الأقرع بن حابس الدارمي وعيينة بن حصن الفزاري وقد كانا قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلما وشهدا معه فتح مكة وحنينا وحصار الطائف ثم جاءا مع وفد تميم ونادوه من رواء الحجرات وخبرهم في السير والتفسير وأسلموا ولم يظهر منهم بعد الإسلام إلا الخير والصلاح إلا أن عيينة كان أعرابيا جافيا جلفا مجنونا أحمق مطاعا في قومه وقدم عليه صلى الله عليه وسلم ضمام بن ثعلبة وافد قومه بني سعد بن بكر وأسلم وحسن إسلامه ورجع إلى قومه فأسلموا وقدم عليه صلى الله عليه وسلم الجارود بن عمرو وقيل ابن بشر العبدي في طائفة من قومه عبد القيس وكان الجارود نصرانيا فأسلم ومن معه وسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحملهم فقال والله ما عندي ما أحملكم عليه فقالوا إنا نمر فنجد من ضوال الإبل في طريقنا فنأخذها فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضالة المؤمن حرق النار وحسن إسلام عبد القيس وكان الجراود فاضلا صليبا في ذات الله ولما ارتدت العرب وارتد من ارتد من عبد قيس قام في رهطه فأعلن بالإسلام ودعا إليه وتبرأ ممن ارتد من قومه وثبت هو ورهطه على الإسلام وقد كان قدم الأشج العصري من عبد القيس في وفد منهم قبل فتح مكة فأسلموا وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»