الدرر - ابن عبد البر - الصفحة ٢٥٨
بإسلامه وأهدى له بغلة بيضاء وكان فروة عاملا للروم على من يليهم من العرب بأرض الشام فلما بلغ الروم إسلامه طلبوه حتى أخذوه فحبسوه فمات في حبسهم وقد كان قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في هدنة الحديبية قبل خيبر رفاعة بن زيد الجذامي ثم الضبيبي من بني ضبيب فأهدى له غلاما وأسلم وحسن إسلامه وقال أبو إسحق السبيعي وغيره كانت همدان قد قدم وفدهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم منصرفه من تبوك فآمنوا وأسلموا وكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر ابن هشام خبرهم ورجزهم وشعرهم وما كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم وذكر أنهم قدموا في الحبرات والعمائم العدينة وفرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدومهم وإسلامهم وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد في ربيع الآخر أو جمادى الأولى سنة عشر إلى بني الحارث بن كعب بنجران يدعوهم إلى الإسلام فأسلموا ودخلوا فيما دعاهم خالد إليه من الإسلام فأقام عندهم خالد يعلمهم كتاب الله وشريعة الإسلام وكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما فتح الله عليه من أهل نجران ومن انضاف إليهم فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كتابه وأمره بالقدوم عليه فقدم ومعه وفد بني الحارث بن كعب فكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث معهم عمرو بن حزم يفقههم في الدين ويعلمهم السنة ومعالم الإسلام ويأخذ منهم صدقاتهم وكتب له بذلك كتابا فيه الصدقات والديات وكثير من سنن الإسلام ورجع وفد بني الحارث بن كعب إلى قومهم في بقية شوال أو صدر ذي القعدة فلم يمكثوا بعد أن رجعوا إلى قومهم إلا أربعة أشهر حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»