وأمر عليه السلام بكسر الصور التي داخل الكعبة وحولها وكسر الأصنام التي حول الكعبة وبمكة كلها وكانت الأصنام التي في الكعبة مشدودة بالرصاص وكان يشير إليها بقضيب في يده فكلما أشار إلى واحد منها خر لوجهه وكان يقول جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا وأذن له بلال على ظهر الكعبة وخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثاني يوم الفتح خطبة مشهورة عند أهل الأثر والعلم بالخبر فوضع مآثر الجاهلية حاشا سدانة البيت وسقاية الحاج وأخبر صلى الله عليه وسلم أن مكة لم يحل فيها القتال لأحد قبله ولا يحل لأحد بعده وإنما حل له القتال فيها ساعة من نهار ثم عادت كحرمتها بالأمس لا يسفك فيها دم ومن أحسن ما روى من خطبته مختصرا ما روراه يحيى بن سعيد الأموي وغيره عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه أمر نبي الله صلى الله عليه وسلم ربيعة بن أمية بن خلف فوقف تحت صدر راحلة النبي صلى الله عليه وسلم وكان رجلا صيتا فقال يا ربيعة قل يا أيها الناس إن نبي الله يقول لكم أتدرون أي بلد هذا وأي شهر هذا وأي يوم هذا فنادى بذلك فقال الناس نعم هذا البلد الحرام والشهر الحرام فقال إن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة بلدكم هذا وكحرمة شهركم هذا وكحرمة يومكم هذا ثم قال اللهم اشهد أيها الناس إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم ألا وإن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض و إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله منها أربعة حرم الثلاثة متوالية ورجب منفرد الذي بين جمادى وشعبان ألا هل بلغت فيقول الناس نعم قال اللهم اشهد
(٢٢١)