الدرر - ابن عبد البر - الصفحة ٢١٨
وتأبش قوم ليقاتلوا فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فرتب الجيوش وجعل الراية بيد سعد بن عبادة وكان من قول سعد بن عبادة اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة فقال العباس يا رسول الله هلكت قريش لا قريش بعد اليوم إن سعد بن عبادة قال كذا وكذا وإنه حنق على قريش ولا بد أن يستأصلهم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنزع الراية من سعد بن عبادة وتدفع إلى علي وقيل بل إلى الزبير وقيل بل دفعها إلى ابنه قيس بن سعد لئلا يجد سعد في نفسه شيئا وكان الزبير على الميمنة وخالد بن الوليد على الميسرة وقد قيل إن الزبير كان على الميسرة وخالد بن الوليد على الميمنة وفيها أسلم وغفار ومزينة وجهينة وكان أبو عبيدة بن الجراح على مقدمة موكب النبي صلى الله عليه وسلم وسرب رسول الله صلى الله عليه وسلم الجيوش من ذي طوى وأمر الزبير بالدخول من كداء في أعلى مكة وأمر خالد بن الوليد ليدخل من الليط أسفل مكة وأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتال من قاتلهم ولهذا كله يقول أكثر العلماء إنها افتتحت عنوة وأنها مخصوصة دون سائر البلدان بما خصت به دون غيرها وكان عكرمة بن أبي جهل وصوفوان بن أمية وسهيل بن عمر قد جمعوا جمعا بالخندمة ليقاتلوا فناوشهم أصحاب خالد القتال فأصيب من المسلمين رجلان وهما كرز بن جابر من بني محارب بن فهر بن مالك وخنيس بن خالد بن ربيعة بن أصرم الخزاعي حليف بني منقذ خرجا عن جيش خالد فقتلا رحمة الله عليهما وقتل
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»