الدرر - ابن عبد البر - الصفحة ٢٢٠
وأما الحويرث بن نقيذ فكان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فقتله علي بن أبي طالب يوم الفتح وإما مقيس بن صبابة فكان قد أتى النبي عليه السلام قبل ذلك مسلما ثم عدا على رجل من الأنصار فقتله بعد أن أخذ الدية منه في قتيل له ثم لحق بمكة مرتدا فقتله يوم الفتح نميلة بن عبد الله الليثي وهو ابن عمه وفي سننه صلى الله عليه وسلم أنه قال لا أعفى أحدا قتل بعد أخذ الدية هذا من المسلمين وأما مقيس بن صبابة فارتد وقتل بعد أخذ الدية وأما قينتا ابن خطل فقتلت إحداهما واستؤمن رسول الله صلى الله عليه وسلم للأخرى فأمنها فعاشت مدة ثم ماتت في حياة النبي عليه السلام وأما سارة فاستؤمن لها أيضا وأمنها عليه السلام وعاشت إلى أن أوطأها رجل فرسا بالأبطح في زمان عمر فماتت واستتر رجلان من بني مخزوم عند أم هانىء بنت أبي طالب فأجارتهما وأمنتهما فأمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمانها وقال قد أجرنا من أجرت يا أم هانىء وأمنا من أمنت وكان علي أراد قتلهما قيل إنهما الحارث بن هشام وزهير بن أبي أمية أخو أم سلمة وأسلما وكانا من خيار المسلمين وقيل إن أحدهما جعدة بن هبيرة والأول أصح وطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكعبة ودعا عثمان بن طلحة فأخذ منه مفتاح الكعبة بعد أن مانعته أمه ذلك ثم أسلمته فدخل النبي الكعبة ومعه أسامة بن زيد وبلال بن رباح وعثمان بن طلحة ولا أحد معه غيرهم فأغلق الباب عليه وصلى داخلها ركعتين ثم خرج وخرجوا ورد المفتاح إلى عثمان بن طلحة وأبقى له حجابة البيت وقال خذوها خالدة تالدة إلى يوم القيامة فهي إلى الآن في ولد شيبة بن عثمان بن طلحة
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»