الدرر - ابن عبد البر - الصفحة ٢١٩
أيضا من المسلمين سلمة بن الميلاء الجهني وقتل من المشركين ثلاثة عشر رجلا ثم انهزموا وهذه سبيل العنوة في غير مكة وكان شعار المهاجرين يوم الفتح وحنين والطائف يا بني عبد الرحمن وشعار الخزرج يا بني عبد الله وشعار الأوس يا بني عبيد الله وكان الذين استثناهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمن الناس عبد العزي بن خطل وهو من بني الأدرم بن غالب وعبد الله بن سعد بن أبي سرح وعكرمة بن أبي جهل والحويرث بن نقيذ بن وهب بن عبد بن قصي ومقيس بن صبابة وقينتي بن خطل فرتنى وصاحبتها كانتا تغنيان بن خطل بهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم وسارة مولاة لبعض بن عبد المطلب أما ابن خطل فإنه كان أسلم وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم مصدقا وبعث معه رجلا من المسلمين فعدا عليه فقتله وارتد ولحق بالمشركين بمكة فوجد يوم الفتح متعلقا بأستار الكعبة فقتله سعيد بن حريث المخزومي وأبو برزة الأسلمي وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لحق بمكة مرتدا فلما كان يوم الفتح اختفى ثم أتى به عثمان بن عفان النبي صلى الله عليه وسلم وكان أخاه من الرضاعة فاستأمن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت عنه صلى الله عليه وسلم ساعة ثم أمنه وبايعه فلما خرج قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه هلا قام بعضكم فضرب عنقه فقال رجل من الأنصار هلا أو مأت إلي فقال عليه السلام ما كان لنبي أن يكون له خائنة الأعين ثم عاش عبد الله بن سعد حتى استعمله عمر ثم ولاه عثمان مصر وهو الذي غزا إفريقية وافتتحها أول مرة وحسن إسلامه ولم يظهر منه بعد في دينه شيء يكره وأما عكرمة بن أبي جهل ففر إلى اليمن فاتبعته امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام فردته فأسلم وحسن إسلامه وكان من فضلاء الصحابة
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»