الدرر - ابن عبد البر - الصفحة ١٩١
رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني قريظة لا يختلفون في ذلك ولم يدرك غزوة المريسيع ولا حضرها وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فقدم عليه مقيس بن صبابة مظهرا للإسلام وطالبا لديه أخيه هشام بن صبابة فأمر له عليه السلام بالدية فأخذها ثم عدا على قاتل أخيه فقتله وفر إلى مكة كافرا وهو أحد الذين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلهم في حين دخوله مكة ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق بعد إسلامهم بأكثر من عامين الوليد بن عقبة بن أبي معيط مصدقا لهم فخرجوا ليتلقوه ففزع منهم وظن أنهم يريدونه بسوء فرجع عنهم وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم ارتدوا ومنعواالزكاة وهموا بقتله فتكلم المسلمون في غزوهم فبينما هم كذلك إذ قدم وافدهم منكرا لرجوع مصدقهم عنهم دون أن يأخذ صدقاتهم وأنهم إنما خرجوا إليه مكرمين له فأكذبه الوليد بن عقبة فأنزل الله عز وجل * (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ) * يعني الوليد بن عقبة * (فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة) * الآية عمرة الحديبية فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة منصرفه من غزوة بني المصطلق رمضان وشوالا وخرج في ذي القعدة معتمرا فاستنفر الأعراب الذين حول المدينة فأبطأ عنه أكثرهم وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن معه من المهاجرين والأنصار ومن اتبعه من العرب
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»