لا يحل وأمر المؤمنين أيضا أن لا يمسكوا بعصم الكوافر ولا ينكحوا المشركات يعني الوثنيات حتى يؤمن غزوة خيبر وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد رجوعه من الحديبية ذا الحجة وبعض المحرم وخرج في بقية منه غازيا إلى خيبر ولم يبق من السنة السادسة من الهجرة إلا شهر وأيام واستخلف على المدينة نميلة بن عبد الله الليثي وذكر موسى بن عقبة قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة منصرفه من الحديبية مكث عشرين يوما أو قريبا منها ثم خرج غازيا إلى خيبر وكان الله عز وجل وعده إياها وهو بالحديبية قال أبو عمر قال الله عز وجل في أهل الحديبية * (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما) * فلم يختلف العلماء في أنها البيعة بالحديبية قال ابن قتيبة وقتادة وعكرمة وغيرهم كانت الشجرة سمرة كانت بالحديبية وعلم ما في قلوبهم من الرضا بأمر البيعة على أن لا يفروا واطمأنت بذلك نفوسهم * (وأثابهم فتحا قريبا) * خيبر ووعدهم المغانم فيها * (ومغانم كثيرة يأخذونها) * وقد روي عن ابن عباس ومجاهد في قوله * (وعدكم الله مغانم كثيرة) * أنها المغانم التي تكون إلى يوم القيامة وقالوا في قوله
(١٩٦)