الدرر - ابن عبد البر - الصفحة ١٩٢
وجميعهم نحو ألف وأربعمائة وقيل ألف وخمسمائة وساق معه الهدي وأحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعمرة ليعلم الناس أنه لم يخرج لحرب فلما بلغ خروجه قريشا خرج جمعهم صادين لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن المسجد الحرام ودخول مكة وأنه إن قاتلهم قاتلوا دون ذلك وقدموا خالد بن الوليد في خيل إلى كراع الغميم فورد الخبر بذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعسفان فسلك طريقا يخرج منه في ظهورهم وخرج إلى الحديبية من أسفل مكة وكان دليله فيه رجلا من أسلم فلما بلغ ذلك خيل قريش التي مع خالد جرت إلى قريش تعلمهم بذلك ولما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحديبية بركت ناقته صلى الله عليه وسلم فقال الناس خلأت خلأت فقال النبي عليه السلام ما خلأت وما هو لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة لا تدعوني قريش اليوم إلى خطة يسألونني فيها صلة رحم إلا أعطيتهم إياها ثم نزل صلى الله عليه وسلم هنالك فقيل يا رسول الله ليس بهذا الوادي ماء فأخرج عليه السلام سهما من كنانته فأعطاه رجلا من أصحابه فنزل في قليب من تلك القلب فغرزه في جوفه فجاش الماء الرواء حتى كف جميع أهل الجيش وقيل إن الذي نزل بالسهم في القليب ناجية بن جندب بن عمير الأسلمي وهو سائق بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ وقيل نزل بالسهم في القليب البراء بن عازب
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»