الدرر - ابن عبد البر - الصفحة ١٨٦
فسلك عليه السلام على طريق الشام من المدينة على جبل يقال له غراب ثم أخذ ذات الشمال ثم سلك المحجة من طريق مكة فأغذ السير حتى أتى وادي غران بين أمج وعسفان وهي منازل بني لحيان فوجدوهم قد حذروا وتمنعوا في رؤوس الجبال فتمادى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مائتي راكب حتى نزل عسفان وبعث صلى الله عليه وسلم رجلين من أصحابه فارسين حتى بلغا كراع الغميم ثم كرا ورجعا ورجع صلى الله عليه وسلم قافلا إلى المدينة وفي غزوة بني لحيان قالت الأنصار المدينة خالية منا وقد بعدنا عنها ولا نأمن عدوا يخالفنا إليها فأخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن على أنقاب المدينة ملائكة على كل نقب منها ملك يحميها بأمر الله عز وجل غزوة ذي قرد ولما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بني لحيان لم يبق بالمدينة إلا ليالي قلائل حتى أغار عيينة بن حصن في بني عبد الله بن غطفان فاكتسحوا لقاحا كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالغابة وكان فيها رجل من بني غفار وامرأة له فقتلوا الغفاري وحملوا المرأة واللقاح
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»