الدرر - ابن عبد البر - الصفحة ١٨٢
النجار وكانت قد صلت القبلتين فأسلم رفاعة وله صحبة ورواية وقسم عليه السلام أموال بني قريظة فأسهم للفارس ثلاثة أسهم وللراجل سهما وقد قيل للفارس سهمان وللراجل سهم وكانت الخيل للمسلمين يومئذ ستة وثلاثون فرسا ووقع للنبي من سبيهم ريحانة بنت عمرو بن خناقة إحدى بني عمرو بن قريظة فلم تزل عنده إلى أن مات صلى الله عليه وسلم وقيل إن غنيمة قريظة هي أو غنيمة قسم فيها للفارس والراجل وأول غنيمة جعل فيها الخمس لله ورسوله وقد تقدم أن أول ذلك كان في بعث عبد الله بن جحش والله أعلم وتهذيب ذلك أن تكون غنيمة بني قريظة أول غنيمة فيها الخمس بعد نزول قوله تعالى * (واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه) * وكان عبد الله قد خمس قبل ذلك في بعثه ثم نزل القرآن بمثل فعله وذلك من فضائله رحمة الله عليه وقد ذكرنا خبره في بابه من كتاب الصحابة وكان فتح بني قريظة في آخر ذي القعدة وأول ذي الحجة من السنة الخامسة من الهجرة فلما تم أمر بني قريظة أجيبت دعوة الرجل الصالح سعد بن معاذ فانفجر جرحه وانفتح عرقه فجرى دمه ومات رضي الله عنه وهو الذي أتى الحديث فيه أنه اهتز لموته عرش الرحمن يعني سكان العرش من الملائكة فرحوا بقدوم روحه واهتزوا له ذكر من استشهد من المسلمين يوم الخندق سعد بن معاذ أبو عمرو من بني عبد الأشهل وأنس بن أوس بن عتيك وعبد الله بن سهل وكلاهما أيضا من بني عبد الأشهل والطفيل بن النعمان وثعلبة بن عنمة وكلاهما من بني سلمة وكعب بن زيد من بني دينار بن النجار أصابه سهم غرب فقتله
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»