الدرر - ابن عبد البر - الصفحة ١٨٤
في عداوته رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت الأوس والخزرج يتصاولان تصاول الفحول لا تصنع الأوس شيئا فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غناء إلا قالت الخزرج والله لا يذهبون بذلك فضلا علينا ولا ينتهون حتى يوقعوا مثله وإذا فعلت الخزرج شيئا كفضل في الإسلام أو بر عند النبي صلى الله عليه وسلم قالت الأوس مثل ذلك فتذاكرت الخزرج من في العدواة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كابن الأشرف فذكروا ابن أبي الحقيق واستأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتله فأذن لهم فخرج إليه خمسة نفر من الخزرج كلهم من بني سلمة وهم عبد الله بن عتيك وعبد الله بن أنيس وأبو قتادة بن ربعي ومسعود بن سنان وخزاعي بن أسود حليف لهم من أسلم وأمر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عتيك ونهاهم عن قتل النساء والصبيان فنهضوا حتى أتوا خيبر ليلا وكان سلام في حصنه ساكنا في دار مع جماعة وهو في علية منها فاستأذنوا عليه فقالت امرأته من أنتم فقالوا أناس من العرب يطلبون الميرة فقالت لهم هذاكم صاحبكم فأدخلوا فلما دخلوا أغلقوا الباب على أنفسهم فأيقنت بالشر وصاحت فهموا بقتلها ثم ذكروا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والولدان فأمسكوا عنها ثم تعاوروه بأسيافهم وهو راقد على فراشه أبيض في سواد الليل كأنه قبطية ووضع عبد الله بن عتيك سيفه في بطنه حتى أنفذه وهو يقول قطني قطني ثم نزلوا وكان عبد الله بن عتيك سيئي البصر فوقع فوثئت رجله وثئا شديدا فحمله أصحابه حتى أتوا منهرا من منهاهرهم فدخلوا فيه واستتروا وخرج أهل
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»