الدرر - ابن عبد البر - الصفحة ١٧٥
كان بيني وبين أبيك فقال له علي أنا والله أحب أن أقتلك فحمى عمرو بن عبد ود العامري ونزل عن فرسه وسار نحو علي فتنازلا وتجاولا وثار النقع بينهما حتى حال دونهما فما انجلى النقع حتى رؤي علي على صدر عمرو يقطع رأسه فلما رأى أصحابه أنه قد قتله علي اقتحموا بخيلهم الثغرة منهزمين هاربين وقال علي رضي الله عنه في ذلك * نصر الحجارة من سفاهة رأيه * ونصرت دين محمد بضراب * لا تحسبن الله خاذل دينه * ونبيه يا معشر الأحزاب * نازلته وتركته متجدلا * الجذع بين دكاك وروابي * ورمي يومئذ سعد بن معاذ بسهم فقطع منه الأكحل رماه حبان بن قيس بن العرقة أحد بني عامر بن لؤي فلما أصابه قال له خذها إليك وأنا ابن العرقة فقال له سعد عرق الله وجهك في النار وقيل بل الذي رماه أبو أسامة الجشمي حليف بني مخزوم ولحسان بن ثابت مع صفية بنت عبد المطلب خبر طريف يومئذ وكان حسان قد تخلف عن الخروج مع الخوالف بالمدينة ذكره ابن إسحاق وطائفة من أهل السير وقد أنكره منهم آخرون فقالوا لو كان في حسان من الجبن ما وصفتم لهجاه بذلك من كان يهاجيه في الجاهلية والإسلام ولهجي بذلك ابنه عبد الرحمن فإنه كان كثيرا ما يهاجي الناس من شعراء العرب مثل النجاشي وغيره وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نعيم بن مسعود بن عامر الأشجعي فقال يا رسول الله إني قد أسلمت ولم يعلم قومي بإسلامي فمرني بما شئت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أنت
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»