الدرر - ابن عبد البر - الصفحة ١٧١
فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبلت قريش في نحو عشرة آلاف بمن معهم من كنانة وأهل تهامة وأقبلت غطفان بمن معها من أهل نجد حتى نزلوا إلى جانب أحد وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون حتى نزلوا بظهر سلع في ثلاثة آلاف وضربوا عسكرهم والخندق بينهم وبين المشركين واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم وفي قول ابن شهاب وخرج عدو الله حيي بن أخطب النضري حتى أتى كعب بن أسد القرظي وكان صاحب عقد بني قريظة ورئيسهم وكان قد وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاقده وعاهده فلما سمع كعب بن أسد بحيي بن أخطب أغلق دونه باب حصنه وأبى أن يفتح له فقال له افتح لي يا كعب بن أسد فقال لا أفتح لك فإنك رجل مشئوم تدعوني إلى خلاف محمد وأنا عاقدته وعاهدته ولم أر فيه إلا وفاء وصدقا فلست بناقض ما بيني وبينه فقال حيي افتح لي حتى أكلمك فأنصرف عنك قال لا أفعل قال إنما تخاف أن آكل معك جشيشتك فغضب كعب وفتح له فقال هل إنما جئتك بعز الدهر جئتك بقريش وسادتها وغطفان وقادتها قد تعاقدوا على أن يستأصلوا محمدا ومن معه فقال له كعب جئتني والله بذل الدهر وبجهام لا غيث فيه ويحك يا حيي دعني فلست بفاعل ما تدعوني إليه فلم يزل حيي بكعب يعده ويغره حتى رجع إليه وعاهده على خذلان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأن يصير معهم وقال له حيي بن أخطب إن
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»