الدرر - ابن عبد البر - الصفحة ١٦٦
بين المهاجرين لأنهم إذ قدموا المدينة شاطرتهم الأنصار ثمارهم وعلى ذلك بايعوا ليلة العقبة على نصرته ومواساة أصحابه فرد المهاجرون على الأنصار ثمارهم ولم يسلم من بني النضير إلا رجلان يامين بن عمير بن كعب بن عمرو بن جحاش وأبو سعد بن وهب أسلما فأحرزا أموالهما وذكر أن يامين بن عمير جعل جعلا لمن قتل ابن عمه عمرو بن جحاش لما هم به في رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلت سورة الحشر في بني النضير قال الله عز وجل * (هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر) * إلى قوله * (لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم) * إلى قوله * (وذلك جزاء الظالمين) * فكان إجلاء بني النضير أول الحشر في الدنيا إلى الشام ولذلك قيل الشام أرض الحشر غزوة ذات الرقاع ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد إجلاء بني النضير بالمدينة شهر ربيع الآخر وبعض جمادى الأولى صدر السنة الرابعة بعد الهجرة ثم غزا نجدا يريد بني محارب وبني ثعلبة بن سعد بن غطفان واستعمل على المدينة أبا ذر وقيل بل استعمل يومئذ عليها عثمان بن عفان والأول أكثر ونهض عليه السلام حتى نزل نخلا وإنا سميت هذه الغزوة ذات الرقاع لأن
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»