التمهيد - ابن عبد البر - ج ٣ - الصفحة ١٣٩
وروى حماد بن زيد عن داود بن أبي هند عن الشعبي في قوله * (وكل شيء فعلوه في الزبر) * قال كتب عليهم قبل (أ) أن يعلموه وروى شعبة عن أبي هشام عن مجاهد في قوله تعالى * (لولا كتاب من الله سبق) * قال كان في علمه أنهم كانوا (ب) يأخذون الغنائم وروى سالم الأفطس عن سعيد بن جبير في قوله * (أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب) * قال ما كتب لهم من الشقاء والسعادة وعن ابن عباس في قوله وأنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص قال ما قدر لهم من خير وشر وجملة القول في القدر أنه سر الله لا يدرك بجدال (ج) ولا نظر ولا تشفى منه خصومة ولا احتجاج وحسب المؤمن من القدر أن يعلم أن الله لا يقوم شيء دون ارادته ولا يكون شيء إلا بمشيئته له الخلق والأمر كله لا شريك له نظام ذلك قوله * (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله) * وقوله * (إنا كل شيء خلقناه بقدر) * وحسب المؤمن من القدر (د) أن يعلم أن الله لا يظلم مثقال ذرة ولا يكلف نفسا إلا وسعها وهو الرحمن الرحيم فمن رد على الله تعالى خبره في الوجهين (أو في أحدهما كان عنادا وكفرا) (ه) وقد ظاهرت الآثار في التسليم للقدر والنهي عن الجدل فيه والاستسلام له والاقرار بخيره وشره
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»