التمهيد - ابن عبد البر - ج ١ - الصفحة ٢٠٠
صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال ان الله عز وجل يقول في كتابه لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وأن أحب اموالى إلى بيرحاء فهي لله ولرسوله أرجو بره وذخره اجعله يا رسول الله حيث أراك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ ذلك يا أبا طلحة مال رابح قد قبلناه منك ورددناه عليك فاجعله في الأقربين قال فتصدق به أبو طلحه على ذوى رحمه فكان منهم أبي بن كعب (521) وحسان بن ثابت (522) قال فباع حسان نصيبه من معاوية فقيل له يا حسان تبيع صدقه أبى طلحه فقال الا أبيع صاعا من تمر بصاع من دراهم وذكر الطحاوي حدثنا إبراهيم بن مرزوق حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثنا حميد عن أنس وأبى عن ثمامة عن أنس وهذا لفظ حديثه قال قال انس كانت لأبى طلحه أرض فجعلها لله عز وجل فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أجعلها في فقراء أقاربك فجعلها لحسان وأبي بن كعب (1) قال أنس وكان أقرب اليه منى وفي هذا الحديث من الفقه والعلم وجوه فمنها ان الرجال الفاضل العالم قد يضاف اليه حب المال وقد يضيفه هو إلى نفسه وليس في ذلك نقيصة عليه ولاعلى من أضاف ذلك اليه إذا كان ذلك من وجه حله وما أباح الله منه وكان أبو طلحة من خيار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقد أخبرنا الله
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»