التمهيد - ابن عبد البر - ج ١ - الصفحة ١٣٧
أي مطيعا لله وهذا كثير مشهور ومنها أن القنوت الصلاة فيما زعم ابن الأنباري واحتج بقول الله يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي ثم بقول الشاعر * قانتا لله يتلو كتبه * وعلى عمد من الناس اعتزل * وقال تحتمل هذه الآية (1) وهذا البيت جميعا عندي معنى الطاعة أيضا والله أعلم ومنها أن القنوت الدعاء دليل ذلك القنوت في الصلاة وقولهم قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا يدعو ومثل هذا كثير وبالله التوفيق واختلف الفقهاء في كيفية صلاة القاعد في النافلة وصلاة المريض فذكر ابن عبد الحكم عن مالك في المريض انه يتربع في قيامه وركوعه فإذا أراد السجود تهيأ للسجود فسجد على قدر ما يطيق وكذلك المتنفل قاعدا وقال الثوري يتربع في حال القراءة والركوع ويثنى رجليه في حال السجود فيسجد وهذا نحو مذهب مالك وكذلك قال الليث واحمد وإسحاق وقال الشافعي يجلس في صلاته كلها كجلوس التشهد في رواية المزني وقال البويطي عنه يصلى متربعا في موضع القيام وقال أبو حنيفة وزفر (424) يجلس كجلوس الصلاة في التشهد وكذلك يركع ويسجد وقال أبو يوسف ومحمد يكون متربعا في حال القيام وحال الركوع وقد روى عن أبي يوسف انه يتربع في حال القيام ويكون في حال ركوعه وسجوده كجلوس التشهد
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»