أبيه عن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن أبي عمرة الأنصاري عن زيد بن خالد الجهني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (الا أخبركم بخير الشهداء الذي يأتي بشهادته قبل ان يسألها أو يخبر بشهادته قبل ان يسألها) قال أبو عمر اختلف على مالك في أبي عمرة هذا في اسناد هذا الحديث فقال فيه يحيى بن يحيى وبن القاسم وأبو مصعب الزهري ومصعب الزبيري (عن أبي عمرة الأنصاري) وقال القعنبي ومعن بن عيسى ويحيى بن بكير (عن بن أبي عمرة) (وكذلك قال بن وهب وعبد الرزاق عن مالك وسمياه فقالا عن عبد الرحمن بن أبي عمرة) فرفعا الاشكال جودا في ذلك وأصابا وبعيد ان يروي أبو عمرة الأنصاري (مع كبر سنه) عن زيد بن خالد الجهني واما رواية ابنه عبد الرحمن بن أبي عمرة عنه فغير بعيدة ولا مرفوعة وعبد الرحمن بن أبي عمرة من خيار التابعين بالمدينة وقال بن وهب سمعت مالكا يقول في تفسير هذا الحديث انه الرجل تكون عنده الشهادة في الحق يكون للرجل ولا يعلم بذلك قبل فيخبر بشهادته ويرفعها إلى السلطان قال بن وهب وبلغني عن يحيى بن سعيد أنه قال من دعي لشهادة عنده فعليه ان يجيب إذا علم أنه ينتفع بها الذي يشهد له بها وعليه ان يؤديها (لا يعلم بها صاحبها فليؤدها قبل ان يسال عنها) ومن كانت عنده شهادة فإنه كان يقال من أفضل الشهداء شهادة رجل أداها قبل ان يسألها قال أبو عمر تفسير مالك لهذا الحديث حسن وتفسير يحيى بن سعيد نحوه وأداء الشهادة بر وخير وقيام بحق فمن بدر إلى ذلك فله الفضل على غيره ممن لم يبدر بها قال الله عز وجل * (فاستبقوا الخيرات) * [المائدة 48] ومعلوم انه ربما نسي صاحب الشهادة شهادة فضل معلوما لا يدري اين هو ولا من هو ويخاف ذهاب حقه فإذا اخبره الشاهد العدل بان له شهادة عنده فرج كربه وادخل السرور عليه وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس
(١٠٠)