بها وقد تأول على مثل هذا مناولة الكتاب باليمين والشمال في أنها علامة المناول باليمين من أهل الجنة وأن المناول بالشمال من أهل النار وقوله تعالى بل طبع الله عليها بكفره يحتمل أمرين أحدهما أنه طبع الله عليها جزاء للكفر وعقوبة عليه والآخر أنه طبع الله عليها بعلامة كفرهم كما يقول طبع عليه بالطين وختم عليهما بالشمع وثانيها أن المراد بالختم على القلوب أن الله شهد عليها وحكم بأنها لا تقبل الحق كما يقال أراك تختم على كل ما يقوله فلان أي تشهد به وتصدقه وقد ختمت عليك بأنك لا تفلح أي شهدت وذلك استعارة وثالثها أن المراد بذلك أنه تعالى ذمهم بأنهم كالمختوم عليها في أنها لا يدخلها الإيمان ولا يخرج عنها الكفر أو المعنى أن الكفر تمكن من قلوبهم فصارت كالمختوم عليها وصاروا بمنزلة من لا يسمع ولا يفهم ولا يبصر عن الأصم أبي مسلم و رابعها أن الله وصف من ذمه بهذا الكلام بأن قلبه ضاق عن النظر والاستدلال فلم ينشرح له فهو بخلاف من ذكره في قوله تعالى فمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ومثل قوله تعالى أم على قلوب أقفالها وقوله تعالى وقالوا قلوبنا في أكنة ويقول ذلك أن المطبوع على قلبه وصف بقلة الفهم بما يسمع من أجل الطبع فقال تعالى بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون لا قليلا وقال فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون وبين ذلك قوله تعالى قل أرأيتم أن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على
(٧٢)