قلوبكم فعدل الختم على القلوب بأخذ السمع والبصر فدل هذا على أن الختم على قلب هو أن يصير على وصف لا ينتفع به فيما يحتاج فيه إليه كمالا ينتفع بالسمع والبصر مع أخذهما وإنما يكون ضيقه بأن لا يسمع ما يحتاج إليه من النظر والاستدلال الفاصل بين الحق والباطل وهذا كما يوصف الجبان بأن لا قلب له إذا بولغ في وصفه بالجبن لأن الشجاعة محلها القلب فإذا لم يكن القلب الذي هو محل الشجاعة لو كانت فإن لا تكون الشجاعة أولى قال طرفة فالهبيت لا فؤاد له وأنه يراعه مجوف كذلك وصف من بعد عن قبول الإسلام بعد الدعاء إليه وإقامة الحجة عليه بأنه مختوم على قلبه ومطبوع عليه ضيق صدره وقلبه في كنان وفي غلاف وهذا من كلام الشيخ أبي على الفارابي وإنما قال ختم الله وطبع الله لأن ذلك كان لعصيانهم لله تعالى فجاز ذلك كما يقال أهلكته فلانة إذا أعجب بها وهي لا تفعل به شيئا لأنه هلك في اتباعها وإلى هنا تم تفسيره وبتفسيره قدس سره فسر الأحاديث الأربعة الأخيرة على وجه لا مزيد فيه من بيان الختم والطبع وقوله (عليه السلام) عن ودعهم أي عن تركهم وأيضا قال في مجمع البيان عند تفسير الجمعة قال ابن سيرين جمع أهل المدينة قبل أن يقدم النبي (صلى الله عليه وآله) المدينة وقيل قبل أن ينزل الجمعة قالت الأنصار لليهود يوم يجتمعون فيه فنذكر الله عز وجل ونشكره فقالوا يوم السبت لليهود ويوم الأحد للنصارى فاجعلوه
(٧٣)