قال: فما حال الحول حتى ماتوا جميعا.
قال أحمد:
وقد ذكر الشافعي في القديم حديث زيد بن الحباب عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر.
وعن زيد بن أسلم عن أبيه:
أن بلالا وأصحابه افتتحوا فتوحا بالشام فقالوا لعمر أقسم بيننا ما غنمنا فقال اللهم أرحني من بلال وأصحابه.
قال أحمد رحمه الله:
قوله رضي الله عنه أنه ليس على ما قلتم لا يريد ما فتحت قرية إلا قسمها كما قسم رسول الله [صلى الله عليه وسلم] خيبر وإنما أراد عمر. والله أعلم.
ليست المصلحة فيما قلتم وإنما المصلحة في أن أقفها للمسلمين وجعل يأبى قسمها لما كان يرجو من تطييب قلوبهم بذلك وجعلوا يأبون لما كان لهم من الحق فلما أبوا لم يقطع عليهم الحكم بإخراجها من أيديهم ووقفها.
ولكن دعا عليهم حيث خالفوه فيما رأى من المصلحة وهم لو وافقوه وافقه أفناء الناس. والله أعلم.
وقد روينا أيضا في فتح مصر أنه رأى ذلك ورأى الزبير بن العوام قسمتها كما قسم رسول الله [صلى الله عليه وسلم] خيبر.
وقول من زعم أن النبي [صلى الله عليه وسلم] لم يقسم بعض خيبر وقسم بعضها وفي ذلك [173 / ب] / دلالة على أن الإمام في ذلك بالخيار مبوأ معرفة منه بالسير فإن الذي لم يقسمه من خيبر هو ما كان صلحا.
ولو كان الأمر على ما زعم لكان يحتج به عمر على أصحابه.
ولما احتج بقسمة ما قسم منها الزبير بن العوام وبلال ومن طلب القسمة من الصحابة. والله أعلم.
وقد روينا عن أبي هريرة عن النبي [صلى الله عليه وسلم]: