معرفة السنن والآثار - البيهقي - ج ٧ - الصفحة ٩٠
وعليها قطيفة حمراء وتملأ كفي ذهبا.
ففعل ذلك فكانت الدنانير نحوا من ثمانين دينارا.
وذكر الشافعي في القديم رواية شريح عن هشيم وفيه من الزيادة.
فقال جرير: فأنا ضامن لك بجيلة فأجابته بجيلة إلا امرأة يقال لها أم كرز فإنها قالت:
مات أبي وسهمه ثابت في السواد ولا أسلم.
فلم يزل بها عمر حتى رضيت وملأها عمر كفها ذهبا.
فقالت: رضيت.
قال الشافعي:
فلم يكن عمر يستطيب أنفس بجيلة ويأخذ من غيرهم بغير طيب نفس.
لأن بجيلة ومن سواهم سواء.
قال أحمد:
فالأشبه بما انتهى إلينا من أخبار عمر [173 / أ] / رضي الله عنه في الأراضي المغنومة أنه كان يرى قسمها بين الغانمين كما قسم رسول الله [صلى الله عليه وسلم] خيبر ثم رأى من المصلحة أن يجعلها وقفا لتكون لمن بعدهم أيضا.
وكان يحب أن يكون ذلك برضا الغانمين فجعل يستطب قلوبهم.
وروينا عن نافع مولى ابن عمر أنه قال:
أصاب الناس فتح بالشام وفيهم بلاد - وأظنه ذكر معاذ بن جبل - فكتبوا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
أن هذا الفيء الذي أصبنا لك خمسه ولنا ما بقي ليس لأحد منه شيء كما صنع النبي [صلى الله عليه وسلم] بخيبر.
فكتب عمر: أنه ليس كما قلتم ولكني أقفها للمسلمين.
فراجعوه الكتاب وراجعهم يأبون ويأبى فلما أبوا قام عمر فدعا عليهم فقال:
اللهم اكفني بلالا وأصحاب بلال.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»