معرفة السنن والآثار - البيهقي - ج ٧ - الصفحة ٣٦٧
ضعيف من عدلك. البينة على من ادعى واليمين على من أنكر والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالا ومن ادعى حقا عليه أو بينة فاضرب له [256 / ب] / أمدا ينتهي إليه فإن جاء ببينته أعطيته حقه فإن أعجزه ذلك استحللت عليه القضية فإن ذلك أبلغ للعذر وأجلى للعي ولا يمنعك من قضاء قضيته اليوم فراجعت فيه لرأيك وهديت فيه لرشدك أن تراجع الحق لأن الحق قديم لا يبطل الحق شيء ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل والمسلمون عدول بعضهم على بعض في الشهادة إلا ما جلود في حد أو مجرب عليه شهادة الزور أو ظنين في ولاء أو قرابة فإن الله جل وعز تولى من العباد السرائر وستر عليهم الحدود إلا بالبينات والأيمان ثم الفهم الفهم فيما أدلى إليك مما ليس في قرآن أو سنة ثم قايس الأمور عند ذلك واعرف الأمثال والأشباه ثم اعمد إلى أحبها إلى الله فيما ترى وأشبهها بالحق وإياك والغضب والقلق أو الضجر والتأذي بالناس عند الخصومة والتنكر فإن القضاء في مواطن الحق يوجب الله به الأجر ويحسن به الذخر فمن خلصت نيته في الحق ولو على نفسه كفاه الله ما بينه وبين الناس ومن يزين لهم بما ليس في قلبه شانه الله فإن الله تبارك وتعالى لا يقبل من العباد إلا ما كان له خالصا وما ظنك بثواب غير الله في عاجل رزقه وخزائن رحمته.
وهذا الكتاب قد رواه سعيد بن أبي بردة.
وروي عن أبي المليح الهذلي أنه رواه وهو كتاب معروف مشهور لا بد للقضاة من معرفته والعمل به.
وقد روينا عن عبد الله بن الزبير أنه قال:
قضى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] أن الخصمين يقعدان بين يدي الحكم.
5874 - وأخبرنا أبو علي الروذباري أخبرنا أبو بكر بن داسة حدثنا أبو داود حدثنا عمرو بن عون أخبرنا شريك عن سماك عن حنش عن علي قال:
بعثني رسول الله [صلى الله عليه وسلم] إلى اليمن قاضيا فقلت يا رسول الله: ترسلني وأنا حديث السن ولا علم لي بالقضاء فقال:
(٣٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 ... » »»