معرفة السنن والآثار - البيهقي - ج ٤ - الصفحة ٥٢٧
هذا فقلت أنا رجلا معهما بردائه يسوق بكرين ثم دنا الرجل فقال انظر] فنظرت فإذا عمر بن الخطاب فقلت: هذا أمير المؤمنين فقام عثمان فأخرج رأسه من الباب فأذاه لفح السموم فأعاد رأسه حتى حاذاه فقال: ما أخرجك هذه الساعة؟
فقال: بكران من إبل الصدقة تخلفا وقد مضى بإبل الصدقة فأردت أن ألحقهما بالحمى وخشيت أن يضيعا فيسألني الله عنهما.
فقال عثمان: يا أمير المؤمنين هلم إلى الماء والظل ونكفيك.
فقال: عد إلى ظلك.
فقلت: عندنا من يكفيك.
فقال: عد إلى ظلك فمضى فقال عثمان:
من أحب أن ينظر إلى القوي الأمين فلينظر إلى هذا. فعاد إلينا فألقى نفسه.
3744 - أخبرنا أبو سعيد قال حدثنا أبو العباس قال أخبرنا الربيع قال قال الشافعي:
كان الرجل العزيز من العرب إذا انتجع بلدا مخصبا أوفى بكلب على جبل إن كان [به] أو نشز إن لم يكن جبل ثم استعواه ووقف له من يسمع منتهى صوته بالعواء فحيث بلغ صوته حماه من كل ناحية ويرعى مع العامة فيما سواه ويمنع هذا من غيره لضعفى سائمته وما أراد قرنه معها. [فيرعى معهما] فيرى أن قول رسول الله [صلى الله عليه وسلم] _ والله أعلم _:
' لا حمى إلا لله ورسوله '.
لا حمى على هذا المعنى الخاص وأن قوله: لله كل محمي وغيره ورسوله [صلى الله عليه وسلم] _ إن شاء الله _ إنما كان يحمي لصلاح عامة المسلمين لا لما يحمي له غيره من خاصة
(٥٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 522 523 524 525 526 527 528 529 530 531 532 ... » »»