معرفة السنن والآثار - البيهقي - ج ٢ - الصفحة ٢٤١
حديثهم. وقد ثبتت أحاديثهم عند أبي داود السجستاني ومحمد بن إسحاق بن خزيمة وغيرهما من الحفاظ فأخرجوها في كتبهم وشرائط الصحة عند أهل الفقه موجودة في رواتها ومع أحاديثهم قول أم سلمة ومع قول أم سلمة قول علي بن أبي طالب وهو إمام من أئمة الهدى لم يثبت رفعه إلى النبي [صلى الله عليه وسلم] ولا يقولانه في الظاهر إلا توقيفا.
فالنظر يدل على ما قال الشافعي على أن رفع حديثه أقوى من وقفه لزيادة حفظ هشام الدستوائي وثقته على سعيد بن أبي عروبة فالحجة به قائمة والفرقان بذلك بين بوليهما حاصل. وبالله التوفيق.
وقد قرأت في كتاب العلل لأبي عيسى الترمذي انه سأل محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث فقال: سعيد بن أبي عروبة لا يرفعه وهشام الدستوائي رفعه وهو حافظ.
216 - [باب] المني 1254 - أخبرنا أبو سعيد قال حدثنا أبو العباس قال أخبرنا الربيع قال قال الشافعي رحمه الله:
بدأ الله جل ثناؤه خلق آدم (ع) من ماء وطين وجعلهما معا طهارة وبدأ خلق ولده من ماء دافق فكان في ابتداء خلق آدم من الطاهرين الذين هما طهارة دلالة لابتداء خلق غيره.
إنه من طاهر لا نجس ودلت سنة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] على مثل ذلك.
وبهذا الإسناد قال الشافعي:
المني ليس بنجس لأن الله جل ثناؤه أكرم من أن يبتدئ خلق من كرمه وجعل منهم النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأهل جنته من نجس فإنه يقول:
* (ولقد كرمنا بني آدم) *.
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»