معرفة السنن والآثار - البيهقي - ج ٢ - الصفحة ١٩٠
في الصلاة. والله أعلم.
1166 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس قال أخبرنا الربيع قال قال الشافعي رحمه الله.
وبهذا كله نأخذ وليس يخالف حديث ابن مسعود حديث ذي اليدين.
وحديث ابن مسعود في الكلام جملة ودل حديث ذي اليدين على أن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] فرق بين كلام العامد والناسي لأنه في صلاة أو متكلم وهو يرى أنه أكمل الصلاة.
فخالفنا بعض الناس وقال حديث ذي اليدين حديث ثابت ولكنه منسوخ فقلت:
ما نسخه؟ فقال: حديث ابن مسعود.
فقلت له: والناسخ إذا اختلف الحديثان [فالعمل ب] الآخر منهما قال: نعم فقلت له: الست تحفظ في حديث ابن مسعود هذا أن ابن مسعود مر على النبي [صلى الله عليه وسلم] بمكة قال فوجدته يصلي في فناء الكعبة.
وإن ابن مسعود هاجر إلى أرض الحبشة ثم رجع إلى مكة ثم هاجر إلى المدينة وشهد بدرا؟ قال: بلى. فقلت له: فإذا كان مقدم ابن مسعود على النبي [صلى الله عليه وسلم] مكة قبل هجرة النبي [صلى الله عليه وسلم] ثم كان عمران بن حصين يروي أن النبي [صلى الله عليه وسلم] أتى جزعا في مؤخرة مسجده أليس تعلم أن النبي [صلى الله عليه وسلم] لم يصل في مسجده إلا بعد هجرته من مكة؟ قال:
بلى.
قلت: فحديث عمران يدلك أن حديث ابن مسعود ليس ناسخا لحديث ذي اليدين.
قال أحمد:
أما ما قال من مرور ابن مسعود على النبي [صلى الله عليه وسلم] بمكة ووجوده إياه يصلي في فناء الكعبة فلعله في بعض طرق / حديث ابن مسعود بلغه وبلغ خصمه حيث لم ينكروه وكانوا يومئذ اعرف بالحديث ممن ينصر خصمه بعده ومعناه موجود فيما ذكر بعده من أمر الهجرة وما ذكر من هجرة ابن مسعود إلى أرض الحبشة ورجوعه منها إلى مكة ثم
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»