معرفة السنن والآثار - البيهقي - ج ١ - الصفحة ٢٣٨
ثم يرجع فيبني على ما قد صلى.
وبإسناده قال: حدثنا مالك، عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي أنه قال:
رأيت ' سعيد بن المسيب ' يرعف فيخرج منه الدم حتى تختضب أصابعه من الدم الذي يخرج من أنفه، ثم يصلي ولا يتوضأ.
وبإسناده قال: حدثنا مالك، عن عبد الرحمن بن المجبر: أنه رأى ' سالم بن عبد الله يخرج من أنفه الدم فيمسحه بأصابعه، ثم يفتله ثم يصلي ولا يتوضأ.
وأما الذي روي عن ' ابن عمر ' و ' أبن المسيب ' أنهما كانا يرعفان فيتوضآن ويبنيان على ما صليا، فقد قال الشافعي: قد روينا عن ' ابن عمر ' و ' ابن المسيب ' أنهما لم يكونا يريان في الدم وضوءا.
وإنما معنى وضوئهما عندنا غسل الدم، وما أصاب من الجسد، لا وضوء الصلاة.
وقد روي عن ' ابن مسعود ' أنه غسل يديه من طعام، ثم مسح ببلل يديه وجهه، وقال: هذا وضوء من لم يحدث.
وهذا معروف من كلام العرب، تسمى وضوءا لغسل بعض الأعضاء لا لكمال وضوء الصلاة. وهكذا معنى ما روي عن ابن جريج، عن أبيه، عن النبي [صلى الله عليه وسلم]، في الوضوء من الرعاف - عندنا. والله أعلم.
وليست هذه الرواية بثابتة عن النبي [صلى الله عليه وسلم]. والله أعلم.
قال أحمد:
هذه الرواية التي أشار إليها الشافعي، رحمه الله، منقطعة؛ وذلك لأن عبد العزيز بن جريج، أبا عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج - من التابعين المتأخرين، لا نعلم له رواية عن أحد من الصحابة إلا عن عائشة في الوتر، وليست بقوية. قال
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»