عبد الرزاق ان أصحابنا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وغيرهما تركوا حديث عبد الرزاق وكرهوه فدخلنا من ذلك غم شديد وقلنا قد أنفقنا ورحلنا وتعبنا وآخر ذلك سقط حديثه فلم أزل في غم من ذلك إلى وقت الحج فخرجت من صنعاء إلى مكة فوافقت بها يحيى بن معين وقلت له يا أبا زكريا ما الذي بلغنا عنكم في عبد الرزاق فقال ما هو فقلنا بلغنا انكم تركتم حديثه ورغبتم عنه فقال يا أبا صالح لو ارتد عبد الرزاق عن الاسلام ما تركنا حديثه قال أبو عبد الله قد ذكرت ما أدى إليه الاجتهاد في الوقت من مذاهب المتقدمين ولم يحتمل الاختصار أكثر منه وفي القلب ان أذكر بمشيئة الله في غير هذا الكتاب مذاهب المحدثين بعد هذه الطبقة من شيوخ شيوخي والله الموفق لذلك بمنه ذكر النوع الثالث والثلاثين من علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم مذاكرة الحديث والتمييز بها والمعرفة عند المذاكرة بين الصدوق وغيره فان المجازف في المذاكرة يجازف في التحديث ولقد كتبت على جماعة من أصحابنا في المذاكرة أحاديث لم يخرجوا من عهدتها قط وهي مثبتة عندي وكذلك أخبرني أبو علي الحافظ وغيره من مشايخنا انهم حفظوا على قوم في المذاكرة ما احتجوا بذلك على جرحهم ونسأل الله حسن العواقب والسلامة مما نحن فيه بمنه وطوله سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري قال حدثنا أبو يحيى الحماني عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن بي نضرة عن أبي سعيد قال تذاكروا الحديث فان الحديث يهيج الحديث
(١٤٠)