فأصعدا في الجبل فلم يستطعهما القوم حتى جعلوا لهما العهود والمواثيق فنزلا إليهم فأوثقوهما رباطا ثم أقبلوا بهما إلى مكة فباعوهما من قريش فأما خبيب فاشتراه عقبة بن الحارث بن نوفل أخو حسين بن الحارث وشركه في ابتياعه معه أبو إهاب بن عزيز بن قيس بن سويد بن ربيعة بن عدس بن عبد الله بن دارم وكان قيس بن سويد بن ربيعة أخا عامر بن نوفل لأمه أمهما بنت نهشل التميمية وعكرمة بن أبي جهل والأخنس بن شرنون بن علاج بن غبرة الثقفي وعبيدة بن حكيم السلمي ثم الذكواني وأمية بن عتبة بن همام بن حنظلة من بني دارم وبني الحضرمي وسعية بن عبد الله بن أبي قيس من بني عامر بن لؤي وصفوان بن أمية بن خلف بن وهب الجمحي فدفعوه إلى عقبة بن الحارث فسجنه عنده في دار فمكث عنده ما شاء الله أن يمكث وكانت امرأة من آل عقبة بن الحارث بن عامر تفتح عنه وتطعمه فقال لها إذا أراد القوم قتلي فآذنيني قبل ذلك فلما أرادوا قتله أخبرته فقال لها ابغيني حديدة أستدف بها أي أحلق عانتي فدخل بن المرأة التي كانت تنجده والموسى في يده فأخذ بيد الغلام فقال هل أمكن الله منكم فقالت ما هذا ظني بك ثم ناولها الموسى فقال إنما كنت مازحا وخرج به القوم الذين شركوا فيه وخرج معهم أهل مكة وخرجوا معهم بخشبة حتى إذا كانوا بالتنعيم نصبوا تلك الخشبة فصلبوه عليها وكان الذي ولى قتله عقبة بن الحارث وكان أبو حسين صغيرا وكان مع القوم وإنما قتلوه بالحارث بن عامر وكان قتل يوم بدر كافرا وقال لهم خبيب عند قتله أطلقوني من الرباط حتى أركع ركعتين فأطلقوه فركع ركعتين خفيفتين ثم انصرف فقال لولا أن تظنوا أني جزع من الموت لطولتهما فلذلك خففتهما وقال اللهم إني لا أنظر إلا في وجه عدو اللهم إني لا أجد رسولا إلى رسولك فبلغه عني السلام فجاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ذلك وقال خبيب وهم يرفعونه على
(٢٦٠)