ومع ضخامة كتابه، وغزارة مادته، فإننا قلما نراه يصحح أو يحسن. وقد بدأت بترقيم أحاديثه استعدادا لترتيبها فيما بعد على الحروف إن شاء الله، بمساعدة صهرنا العزيز الشاب المهذب النشيط الأستاذ نبيل الكيالي جزاه الله خيرا، وقد انتهينا من ترقيم المجلد الأول منه من أصل عشر مجلدات، فبلغ عدد أحاديثه نحو (1800) حديثا، وأحصينا الأحاديث التي صرح بتصحيحها أو تحسينها، فبلغ عددها (90) حديثا فقط! من أصل ألف حديث تقريبا، أقدر أنها ثابتة الأسانيد من بين الرقم المذكور (1800) وقد تكلم عليها بكلام لا يفيد الصحة ولا الحسن، وإنما الثقة للرواة فقط كما سبق بيانه، وما ذلك إلا لسبب أو أكثر من الأسباب التي سبق أن ذكرتها، وأشار الحافظ المنذري إلى بعضها في كلامه المنقول عنه انفا. انتهى.
توثيق ابن حبان أكثر الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد من قول: وثقه ابن حبان، وهو يقصد ابن حبان حينما يقول: رجاله موثقون أي أبى حبان، ولذلك رأينا ان نتكلم باسهاب على توثيق ابن حبان ودرجته لدى المحققين من الأئمة النقاد.
إن توثيق ابن حبان مما لا يقبله المحققون إذا انفرد هو بالتوثيق، بل يصرحون بجهالة من يوثقه.
فإننا إذا تتبعنا أقوالهم في التراجم لرأيناهم قلما يعتمدون على توثيقه وحده، كما إذا تتبعنا ذلك في كتاب تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر وخلاصة تذهيب التهذيب للخزرجي، والمغني في الضعفاء للحافظ الذهبي.
ونذكر على سبيل المثال تراجم أحد عشر شخصا وثقهم ابن حبان ثم نذكر حكم الحافظ ابن حجر عليهم في تقريب التهذيب وربما ننقل حكم الذهبي في المغنى في الضعفاء أيضا.
1 - أبان بن طارق القيسي. قال في التقريب (1 / 31) مجهول