وقفل ودنا من المدينة جعلت أتذكر ماذا أخرج به من سخط النبي صلى الله عليه وسلم وأستعين على ذلك بكل ذي أجرة من أهل بيتي حتى إذا قيل النبي صلى الله عليه وسلم مصبحكم بالغداة راح عني الباطل وعرفت أني لا أنجو إلا بالصدق فدخل النبي صلى الله عليه وسلم ضحى فصلى في المسجد ركعتين وكان إذا قدم من سفر فعل ذلك دخل المسجد فصلى فيه ركعتين ثم جلس فجعل يأتيه من تخلف فيحلفون له ويعتذرون إليه فيستغفر لهم ويقبل علانيتهم ويكل سرائرهم إلى الله فدخلت المسجد فإذا هو جالس فلما رآني تبسم تبسم المغضب فجئت فجلست بين يديه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم تكن ابتعت ظهرا قلت بلى يا نبي الله فقال ما خلفك عني فقلت والله لو بين يدي أحد من الناس غيرك جلست لخرجت من سخطه علي بعذر ولقد أوتيت جدلا ولكني قد علمت يا نبي الله إني إن حدثتك اليوم بقول تجد علي فيه وهو حق فإني أرجو فيه عقبى الله وإن حدثتك اليوم بحديث ترضى عني فيه وهو كذب أوشك أن يطلعك الله علي والله يا نبي الله ما كنت قط أيسر ولا أخف حاذا مني حيث تخلفت عليك فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما هذا فقد صدقكم الحديث قم حتى يقضي الله فيك فقمت فثار على أثري ناس من قومي يؤنبونني فقالوا والله ما نعلمك أذنبت ذنبا قط قبل هذا فهلا اعتذرت إلى
(١٥٨)