قال السبكي (ت / 1352 ه): الصواب ان الرواية والصحبة لمعبد، كما في الإصابة، وقال البيهقي: ومعبد بن هوذة هو الذي له هذه الصحبة، روى له أبو داود).
[المنهل العذب المورود 10 / 104] قال الجلالي: ما ذكره السبكي غريب، فان ابن حجر لم يذكره في الإصابة الا على سبيل احتمال ان يكون الضمير في جده راجعا إلى عبد الرحمن فكيف ينسب إليه دعوى الصحبة وهو لم ينقلها.
ويظهر ان نفس الالتباس حصل للبخاري، ويؤيد قول ابن مندة ان الطبراني ذكر هوذة الأنصاري في الصحابة ولم يخرج له شيئا وذكر اثر بعد هوذة غير منسوب وقال: روى عن النبي حديثا - ولم يذكره -. [راجع: الإصابة 3 / 580].
والظاهر أن هذا هو الحديث الذي رواه كل من البخاري في تأريخه و أو داود في سننه بسند واحد ومتنيت متشابهين ولم أجد الحديث في مسند أبي حنيفة برواية الحصكفي المتوفي سنة 1088 ه.
(وبالجملة) فان مؤاخذة ابن عدي تتلخص في أن المؤلف لم يعترف بالارسال في سند الحديث المذكور فان معبد الجهني هو ابن عبد الله بن حكم البصري تابعي، وقتل علي يد الحجاج في الثمانين، وهو لا يمكن ان يروي عن الرسول (ص)، والحديث مرسل ولكن المؤلف ذكر انه معبد بن هوذة الأنصاري الصحابي الذي ذكره البخاري في تأريخه، لرفع هذا الارسال. وان الذي دعاه لذلك ان الحديث رواه أبو حنيفة وميل المؤلف إلى مذهبه دعاه إلى ذلك.
والذي يبدو لي ان الدولابي أجل من أن يعثر هذه العثرة الواضحة، وان السند ذكر فيه الاسم مجردا عن القلب في عصر المؤلف، وزيد القلب فيما بعد من الرواة - وكم لهذا من نظائر لا تخفى على المتتبع الخبير - وعلى هذا الاحتمال