مسند أبي يعلى - أبو يعلى الموصلي - ج ٢ - الصفحة ٢٧١
10 (983) - حدثنا أبو خيثمة، حدثنا سفيان، عن ابن أبي صعصعة، عن أبيه عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن " (1)..
(١) إسناده صحيح، وأخرجه الحميدي (٧٣٣)، وأحمد ٣ / ٦ من طريق سفيان، بهذا الاسناد. وأخرجه مالك في الاستئذان (١٦) باب: ما جاء في أمر الغنم، من طريق ابن أبي صعصعة بهذا الاسناد.
ومن طريق مالك أخرجه أحمد ٣ / ٤٣، ٥٧، والبخاري في الايمان (١٩) باب: من الدين الفرار من الفتن، وفي بدء الخلق (٣٣٠٠) باب: خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال، وفي الفتن (٧٠٨٨) باب: التعرف في الفتنة، وأبو داود في الفتن (٤٢٣٧) باب: ما يرخص من البداوة في الفتنة، والنسائي في الايمان ٨ / ١٢٣ باب: الفرار بالدين من الفتن.
وأخرجه أحمد ٣ / ٣٠، والبخاري في المناقب (٣٦٠٠) باب: علامات النبوة في الاسلام، وفي الرقاق (٦٤٩٥) باب: العزلة راحة من خلاط السوء، وابن ماجة في الفتن (٣٩٨٠) باب: العزلة، من طرق عن ابن أبي صعصعة، به.
وشعف الجبال: بفتح الشين المعجمة، والعين المهملة، بعدها فاء، جمع شعفة مثل أكم وأكمة: رؤوس الجبال: والمرعى فيها والماء ولا سيما في بلاد الحجاز أيسر من غيرها.
والخبر دال على فضيلة العزلة لمن خاف على دينه. وقد اختلف السلف في أصل العزلة، فقال الجمهور: الاختلاط أولى لما فيه من اكتساب الفوائد الدينية للقيام بشعائر الاسلام، وتكثير سواد المسلمين، وإيصال أنواع الخير إليهم، من إعانة، وإعانة، وعيادة، وغير ذلك.
وقال قوم: العزلة أولى لتحقق السلامة بشرط معرفة ما يتعين.
قال النووي: " المختار تفضيل المخالطة لمن لا يغلب على ظنه أنه يقع في معصية، فإن أشكل الامر فعزلة أولى ". وانظر فتح الباري ١١ / 332 - 333 و 13 / 42 43 ففيه تفصيل ذلك.