مسند أبي يعلى - أبو يعلى الموصلي - ج ٢ - الصفحة ٢٩
من مسند الزبير بن العوام (*) 1 - (666) - حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبو...
* أبو عبد اللهالزبير بن العوام بن خويلد بن أسد. أسلم بعيد أبي بكر، وكان رابعا أو خامسا في الاسلام، وقد عذب في الله، هاجر رضي الله عنه الهجرتين، وصلى إلى القبلتين. وشهد المشاهد كلها بقوة وعزم، وثبات جنان، وشهامة وحسبة. وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة الذين جعل عمر أمر الخلافة شوري بينهم، وأول من سل سيفا في سبيل الله، وذلك لما سمع أن رسول الله أخذ، فدعا له النبي كما دعا لسيفه، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم:
" لكل نبي حواري وحواري الزبير ". وقد جمع له أبويه، وأعطاه عنزته يقاتل بها يوم بدر، وكان على رأسه عمامة صفراء فنزلت الملائكة على سيماه. وهو من الذين أنزل الله فيهم: (والذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح) [آل عمران: 172] وله في الفتوح بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المآثر الجميلة، والمشاهد الجليلة. ما كان رعديد الفؤاد، ولا بالإمعة الذي ينقاد، وهو الذي قال لولده:
" مامن عضو في أبيك إلا وقد جرح مع رسول الله، حتى ذكره ".
وأخبار شجاعته، وكرمه، وسماحته، وصدقه، وصلته، وعدالته، وأمانته كثيرة منتشرة وقد أوصى إليه الصحابة: عثمان، وعبد الرحمن بن عوف، وابن مسعود، والمقداد، ومطيع ابن الأسود وغيرهم. فكان يحفظ على أولادهم مالهم، وينفق عليهم من عنده.
قتل رضي الله عنه يوم الجمل، وذلك يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة، سنة ست ثلاثين، وكان عمره يومئذ تسعا وستين سنة. ولمعرفة حقيقة القول في هذه الحروب راجع تعليقنا على حياة طلحة رضي الله عنه ص 6.