مسند أبي يعلى - أبو يعلى الموصلي - ج ١ - الصفحة مقدمة المحقق ١٠
يشحذ الهمم باحياء مواقف الرجولة ويصفي العقائد بالحث على اتخاذ المواقف التي يأمر بها الدين وتسعى لنشرها رسالة الاسلام.
انه يفعله هذا أيضا يغذي الجذر الذي يمد هذه الأمة بأصالة لأنه مما لا جدال فيه ان الأمة التي ليس لها جذور ضاربة في أعماق التاريخ تحميها من الرياح الهوج ومن العواصف العاتية لن تكون لها فروع وارفة تؤتي ثمارها لطاعم وتتنشر ظلالها لمتفي.
ومما لا شك فيه ان اسلافنا قد خلفوا لنا ميراثا عظيما لو تمثلنا بعضه لكنا - بحق - خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.
ولكن ما أشد اسف هذا الباحث إذا شحت المصادر عليه بالمعلومات وضنت عليه الموسوعات بالمعارف الا من نتف يتناقلها الخلف عن السلف لا تسمن ولا تغني من جوع وبخاصة إذا كان امام امام من أئمة الاسلام كان ملء السمع والبصر، يسعى الناس إليه لعدالته وثقته وضبطه واتقانه كما هو الحال مع امامنا هذا الذي نحاول الترجمة له والتعريف به: أبي يعلي الموصلي.
ان الدهشة لتدرك الانسان عندما يعلم أن أبا يعلى قد عاش قرابة قرن من الزمن (210 - 307 ه‍) أي منذ أواخر خلافة المأمون (198 - 218 ه‍) إلى السنة الثانية عشرة من خلافة المقتدر (295 - 320 ه‍) إن حياة ضمت معظم دور القوة والعمل من العصر العباسي، ودور استبداد العناصر غير العربية من فرس، وأتراك، حتى أصبح القائل يقول في الخليفة:
خليفة في قفص * بين وصيف وبغا يقول ما قالا له * كما تقول الببغا لقد عاش خلافة المعتصم (218 - 227 ه‍) بأحداثها، والواثق
(مقدمة المحقق ١٠)
الفهرست