مسند أبي يعلى - أبو يعلى الموصلي - ج ١ - الصفحة مقدمة المحقق ٢١
ولإدراك ذلك سلكت طريقين:
أولا: لقد قمت بدراسة ألف الحديث الأولى من هذا المسند، فوجدت فيها ثلاثة وخمسين ومئة حديث ضعيفة لا تصلح للاحتجاج، وما بقي منها فهو صحيح، أو صحيح لغيره، أو حسن، أو حسن لغيره، وكلها صالح للاحتجاج به. وباستخراج نسبة الأحاديث الضعيفة التي لا تصلح للاحتجاج نجدها 3، 15 % تقريبا، وهذه النسبة تدل أولا على نظافة هذا المسند، وتجسد لنا ثانيا بشاعة الاهمال الذي يلقاه مثل هذا المصنف العظيم.
ثانيا: لقد أحصيت الأحاديث التي رواها ابن حبان في صحيحه من طريق شيخه أبي يعلى، فكانت كما يلي:
أ - بلغت مئة حديث في المجلد الثالث، من أصل اثنين وتسعين وسبعمائة حديث ضمها هذا المجلد.
ب - وبلغت ستة وعشرين ومئة حديث في المجلد الرابع من أصل (770) حديثا ضمها أيضا هذا المجلد.
وباجراء عملية حسابية بسيطة يتبين أن حوالي سبع هذا المصنف العظيم " صحيح ابن حبان " من طريق الامام أبي يعلى الموصلي أحد أكبر شيوخه المعتمدين.
يقول ابن حبان في مقدمة صحيحه: " ولعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ من أسبيحاب إلى الإسكندرية، ولم نرو في كتابنا هذا إلا عن مئة وخمسين شيخا - أقل أو أكثر - ولعل معول كتابنا هذا يكون على نحو من عشرين شيخا ممن أدرنا السنن عليهم، واقتنعنا بروايتهم عن رواية غيرهم على الشرائط التي وصفناها ".
وإذا ما عرفنا قيمة هذا المصنف الجليل " صحيح ابن حبان " عرفنا بالتالي قيمة هذا المسند الذي نقدمه للقراء الأفاضل.
لقد كتبت في دراستي لصحيح ابن حبان عندما قدمت للجزء الأول
(مقدمة المحقق ٢١)
الفهرست