المثني بن يحيى التميمي الموصلي، محدث الموصل، وصاحب " المسند " و " المعجم ". (1) لقد اكتحلت عيناه بنور الحياة في الثالث عشر من شوال سنة عشر ومئتين - فهو أكبر من النسائي بخمسين سنين، فقد اعتنى به أبوه، واهتم به خاله، وهذان العنصران مع همته العالية وتطلعه إلى البحث والدرس وتشوقه إلى التحصيل، كل ذلك دفعه إلى الرحلة لطب العلم وهو ابن خمسة عشر عاما.
ونظرة متفحصة نلقيها على قائمة بعض الشيوخ الذين أخذ العلم عنهم تدلنا على أنه جاب البلاد الاسلامية، وأخذ عن خيرة شيوخها وعلمائها فجمع وحصل، ثم عاد فنحل وغربل فأصبح بذلك محط آمال الذراسين، وبذلك أصبحت الرحلة إليه ليأخذوا منه، ويتلقوا عنه.
ومن الشيوخ الذين لقيهم وتلقى عنهم:
أحمد بن حاتم الطويل، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن عيسى التستري، وأحمد بن إبراهيم الموصلي، وأحمد بن منيع، وأحمد بن محمد بن أيوب، وإبراهيم بن الحجاج السامي، وإبراهيم بن الحجاج النيلي، وإبراهيم بن محمد بن عرعرة، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وإبراهيم بن زياد سبلان، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وإسحاق بن موسى الخطمي، وإسحاق بن إسماعيل الطالقاني، وأبي معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي، وأبي إبراهيم إسماعيل الترجماني، وإسماعيل بن عبد الله بن خالد القرشي، وأيوب بن يونس البصري: عن وهيب،