مسند أبي يعلى - أبو يعلى الموصلي - ج ١ - الصفحة مقدمة المحقق ٦
النفس حتى يكفها إذا نزعت ويردها إذا تطلعت فالخير والشر بيده، والنعم كلها من عنده لا سلطان لاحد مع سلطانه نوجه رغباتنا إليه ونخلص نياتنا في التوكيل عليه ان يجعلنا ممن همه الصدق وبغيته الحق وغرضه الصواب.
ونعوذ به من ادعاء شئ لا نعلمه ونسأله متوجهين إليه تعالى الا يجعلنا ممن يعجبهم ان يجادلوا بالباطل ويموهوا على السامع ولا من الذين قال فيهم: (لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويجنون ان يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب اليم) (1).
(آل عمران: 188).
اللهم سدد خطانا وخذ بيدنا إلى الحق والخير واهدنا فيما اختلف فيه إلى الحق باذنك يا أكرم مسؤول ويا أسرع من يجيب.
اما بعد فان الله سبحانه اختار محمدا من عباده واستخلصه لنفسه من بلاده فبعثه إلى خلقه بالحق بشيرا ومن النار لمن زاغ عن سبيله نذيرا ليدعو الخلق من عباده إلى عبادته ومن اتباع السبل إلى لزوم طاعته.
ثم لم يجعل الفزع عند وقوع حادثه ولا الهرب عند وجود نازلة إلى الا الذي انزل على التنزيل وتفضل على عباده بولايته التأويل.
فسنته الفاصلة بين المتنازعين واثاره القاطعة بين الخصمين (2).
ولان الحديث الشريف ثاني أدلة الاحكام فان علوم القرآن.
وعقائد الاسلام بأسرها واحكام الشريعة المطهرة بتمامها تتوقف على بيانه صلى الله عليه وسلم فإنها ما لم توزن بهذا القسطاس المستقيم ولم تضرب على ذلك المعيار القويم لا يعتمد عليها ولا يصار إليها فهي أصل التفاسير والفقهيات ونصوص الاحكام ومأخذ عقائد الاسلام فكل
(مقدمة المحقق ٦)
الفهرست