كتاب العرش - ابن أبي شيبة - الصفحة ١٣
وعن أبي مسعود رضي الله عنه قال: (ما بين سماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمسمائة عام، وبين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام، وبين الكرسي إلى الماء مسيرة خمسمائة عام والعرش على الماء والله على العرش وهو يعلم ما أنتم عليه) (1).
قال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى (وهو رب العرش العظيم) [التوبة: 129]: أي مالك كل شئ وخالقه لأنه رب العرش العظيم الذي هو سقف المخلوقات، جميع الخلائق من السماوات والأرضين، وما فيهما وما بينهما تحت العرش، مقهورين بقدرة الله تعالى، وعلمه محيط بكل شئ، وقدره نافذ في كل شئ وهو على كل شئ وكيل اه‍. (2) ووصفه الله سبحانه بأنه (كريم) أي: حسن المنظر، بهي الشكل قال سبحانه (فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش العظيم [المؤمنون: 116] (3) كما قاله تعالى (فأنبتنا فيها من كل زوج كريم) [لقمان: 10]، أي من كل زوج من النبات كريم أي: حسن المنظر (4).
ووصفه بأنه واسع عظيم في قوله تعالى (ذو العرش المجيد) [البروج: 15] (5).
والمجد: الاتساع وعظم القدر.
وأن له قوائم كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم: (.....

١ - حسن، أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية ٨١ وفي الرد على المريسي ص ٧٣، ٩٠، ١٠٥، ابن خزيمة في ( التوحيد) ص ١٠٥، ١٠٦، ٣٧٦، ٣٧٧، والطبراني في الكبير ٨٩٨٧ والبيهقي في الأسماء ص ٥٠٧ واللالكائي ٦٥٩، وغيرهم عن عاصم بن بهدلة عن زر عن ابن مسعود، وعاصم بن بهدلة هو ابن بي النجود، صدوق له أوهام.
٢ - تفسير ابن كثير ٢ / 404. وقد سئل أبو حنيفة رحمه عمن يقول: لا أدري العرش في السماء أم في الأرض؟ قال: هو كافر، لأنه أنكر أن يكون في السماء. (انظر شرح الفقه الأكبر ص 103 - 104 ط دار الكتب العربية القاهرة 1327).
3 - وقرأ ابن محيصن وروى عن ابن كثير (الكريم) بالرفع نعتا لله. (القرطبي 12 / 157) 4 - انظر ابن كثير 3 / 259، 443.
5 - المجيد فيه قراءتان، الرفع على أنه صفة للرب عز وجل، والجر على أنه صفة للعرش، وكلاهما صحيح. (ابن كثير 4 / 496).
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»