كتاب العرش - ابن أبي شيبة - الصفحة ٧
مقدمه * الحمد لله العلي العظيم، الحليم الكريم، السميع البصير، اللطيف الخبير، ذي النعم السوابغ، والفضل الواسع، والحجج البوالغ، تعالى ربنا عن صفات المحدودين، وتقدس عن شبه المخلوقين، وتنزه عن مقالة المعطلين، علا ربنا فكان فوق سماواته عاليا، ثم على عرشه استوى، يعلم السر وأخفى، ويسمع الكلام والنجوى، لا يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، ولا في لجج البحار ولا في الهواء، والحمد لله الذي أنزل القرآن بعلمه، وأنشأ خلق الإنسان من تراب بيده، ثم كونه بكلمته، واصطفى رسوله إبراهيم عليه السلام بخلقه، ونادى كليمه موسى صلوات الله عليه فقربه نجيا وكلمه تكليما، وأمر نبيه نوحا صلوات الله عليه بصنعة الفلك على عينيه، وخبرنا أن أنثى لا تحمل ولا تضع إلا بعلمه، كما أعلمنا أن كل شئ هالك إلا وجهه، وحذر عباده نفسه التي لا تشبه أنفس المخلوقين.
أحمده على ما من علي من الإيمان بجميع صفات ربي عز وجل، التي وصف بها نفسه في حكم تنزيله وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، حمد شاكر لنعمائه التي لا يحصيها أحد سواه.
هذه المقدمة التي اخترتها لك أخي المسلم من كتاب " التوحيد " لابن خزيمة، والتي تبين مدى اهتمام سلف أمتنا الإسلامية بتقديم العقيدة الصحية للناس، مستقاة من الكتاب العزيز، والسنة الشريفة الصحيحة.
وكتاب ابن خزيمة من عشرات الكتب التي ألفت في هذا المجال، والتي بينت للمسلمين أصول عقيدتهم مصفاة من شوائب وأقذار النفي والتعطيل، والتشبيه والتأويل، الذي طرأ على المعتقد الصحيح للأمة.
وذلك أن أعداء الإسلام، من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 5 6 7 8 9 11 12 13 ... » »»