كتاب العرش - ابن أبي شيبة - الصفحة ١٤
الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يفيق، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أفاق قبلي، أم جوزي بصعقة الطور) وفي رواية (آخذ بجانب العرش) (1).
وقوله صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين جويرية (لقد قلت بعدك أربع كلمات لو وزنت بما قلتيه لوزنتهن: سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته). (2) يدل على أنه زنة العرش أثقل الأوزان، كما أن عدد الخلق أكثر الأعداد.
وأن له حملة من الملائكة وأنهم يسبحون بحمده ويشكرونه، ويؤمنون به ويقرون بأنه لا إله لهم سواه ويشهدون بذلك، ولا يستكبرون عن عبادته، ويستغفرون للذين آمنوا، لأنهم مثلهم في التسبيح والتحميد والشكر والتوحيد، قال تعالى (الذين يحملون العرش ومن حوله ويسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم) [غافر: 7].
وأن عدتهم يوم القيامة ثمانية قال تعالى (ويحمل عرش ربك يومئذ ثمانية) [الحاقة: 17] (3).
ويحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن عظم خلقهم فيقول: (أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام) (4) فمن آمن بذلك كله، وتفكر فيه وتدبره، عظم الله

1 - أخرجه البخاري 2412، 3398، 6917، 7427 ومسلم 2374، وأخرجه البخاري عن أبي هريرة 3408، 3414، 2411 ومسلم 2373.
2 - رواه مسلم 2726 عن ابن عباس.
3 - وقد روي عن ابن عباس من غير وجه في قوله تعالى (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) قال: ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله. ولكنها ضعيفة كلها انظر جامع البيان للطبري 29 / 37.
4 - أخرجه بو داود 4727 عن إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله مرفوعا به. وهو حديث صحيح (انظر طرقه في الصحيحة 151).
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»