كتاب الهواتف - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٣٩
قال: فسمعت صوتا قائلا يقول: (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان) قال: فلما قدموا المدينة خبر به في نادي قريش، فقالوا: صبأت والله يا أبا كلاب، إن هذا مما يزعم محمد أنه أنزل عليه. قال: قد والله سمعته، وسمعه هؤلاء معي، فبينا هم كذلك إذ جاء العاص بن وائل، فقالوا له يا أبا هشام ما تسمع ما يقول أبو كلاب؟
قال: وما يقول؟ فأخبر بذلك فقال: ما يعجبكم من ذلك، إن الذي سمع هناك، هو الذي ألقي على لسان محمد، فنهتني القوم عنه، ولم يزدني في الأمر إلا بصيرة. فقال ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم. فأخبرت أنه خرج من مكة إلى المدينة فركبت راحلتي، وانطلقت حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأخبرته بما سمعت، فقال: " سمعت والله الحق، هو والله من كلام ربي الذي أنزل علي، ولقد سمعت حقا يا أبا كلاب " فقلت: يا رسول الله علمني الإسلام، فشهدني كلمة الإخلاص، وقال: " سر إلى قومك فادعهم إلى مثل ما أدعوك إليه، فإنه الحق ".
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 45 ... » »»
الفهرست