الصالح متى وصل بين أيدينا. وانه لكتاب جليل على صغر حجمه حوى أصلا من أصول العقيدة التي ينبني عليها ايمان كل مؤمن الا وهي سعة رحمة الله وعظيم عفوه الذي يشمل به عباده، هذا الأصل الذي يجعل المؤمن دائما يتشوق إلى الرحمة والغفران من الله مهما صدر منه من عمل ينافي الأمر والنهي الإلهيين فالله سبحانه وتعالى يبسط يديه بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يديه بالنهار ليتوب مسئ الليل، وهو سبحانه وتعالى يتجاوز عن الخطايا ما لم يلقه العبد بنوع من الشرك، بل ويزيد بان يبدل سيئات المؤمن حسنات وقد أعلمنا سبحانه بذلك في كتابه العزيز حيث يقول: (قل يا عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم) وقال في سياق كلامه على صفات عباد الرحمن: (الا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات. وكان الله غفورا رحيما).
وأعود فاحمد الله الذي وفقني إلى تحقيق هذا الكتاب والى سلوك طرق المحدثين في تخريج وعزو الأحاديث إلى مظانها والحكم عليها بما يتبين لي فيه الصواب، واسال الله عز وجل ان يسددني إلى الصواب وان يجعل عملي خالصا لوجهه انه نعم المولى ونعم الوكيل.
نسخ الكتاب: اعتمدت في تحقيق الكتاب على نسختين مصورتين في خزانة الجامعة الاسلامية.
النسخة الأولى مصدرها المكتبة الظاهرية وأشرت إليها بحرف (ظ) وهي نسخة قديمة يرجع نسخها إلى القرن السادس.
اما النسخة الثانية فهي عبارة عن ميكروفيلم مصور عن نسخة في المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة وهي المشار إليها بحرف (م) وهي نسخة حديثة يرجع نسخها إلى سنة 1309 ه وهي وان كانت جيدة الخط الا انها كثيرة الأخطاء.