ولعل هذا من بين الأسباب التي دفعت بابن أبى الدنيا لتأليف الكتاب.
حيث إنه لم يجد من أهل العلم والفضل من خص هذا الباب بالتأليف فجعل كتابه سلفيا أصيلا معتمدا على الآيات والأحاديث النبوية وأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من ذوي الفضل والتقى. وابن أبي الدنيا ممن تطمئن إليه النفس فهو من المحدثين الكبار الموصوفين بالصدق، وقد جاء كتابه كله مسندا مما يزيدنا اطمئنانا وثقة فيما نأخذه عنه.
2 - عالج موضوع الإخوانيات والمرغبات فيه بصورة متكاملة.
3 - إن ابن أبي الدنيا لم ينطلق من فراغ في تأليف كتابه بل كان ذلك من أرض الواقع الذي تفككت فيه روابط الأخوة وضعفت بعد موجة الانتصارات والفتوحات وما أعقبها من الرخاء، فالكتاب بهذا يلقى الضوء على جانب مهم من المجتمع الذي عاش فيه فهو بهذا العمل قد أسهم في وصف الدواء لهذا المرض العضال الذي يفتك بالمجتمع إن ترك وشأنه.
4 - إن الكتاب بما حواه من نصوص كثيرة عن السلف الصالح رضوان الله عليهم في الإخوانيات يصور لنا ذلك المستوى الراقي الذي كانوا عليه من الأخوة فهو يرغبنا ويحثنا على أن نقتدي بهم، حيث كانوا النموذج التطبيقي الذي قام بدين الله خير قيام.
* * *