خلق أفعال العباد - البخاري - الصفحة ١٠٤
ففي قولك تلفظ به وتقرأ القرآن دليل بين أنه غير القراءة كما تقول قرأت بقراءة عاصم وقراءتك على قراءة عاصم لا أن لفظك وكلامك كلام عاصم يعينه ألا ترى أن عاصما لو حلف أن لا يقرا اليوم ثم قرأت أنت على قراءته لم يحنت عاصم وقال أحمد رحمه الله لا يعجبني قراءة حمزة ولا يقال لا يعجبني القرآن حتى قال بعضهم من قرأ بقراءة حمزة أعاد الصلاة واعتل بعضهم فقال (حتى يسمع كلام الله) قيل له أنما يقال (حتى يسمع كلام الله) لا كلامك ونغمتك ولحنك لأن الله عز وجل فضل موسى بكلامه ولو كنت تسمع الخلق كلام الله كما أسمع الله موسى عليه الصلاة والسلام لم يكن لموسى عليه السلام عليك فضل إذا سمعت كلام الله وسمع موسى كلام الله قال الله عز وجل لموسى (إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي) حدثنا عبيد الله بن عمرو ثنا سليمان بن بلال عن شريك بن عبد الله عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به قال رأيت موسى في السماء السابعة بتفضيل كلام الله قال أبو عبد الله وإن ادعيت أنك تسمع الناس كلام الله كما أسمع الله كلامه لموسى قال له (إني أنا ربك) فهذا دعوى الربوبية إذا لم تميز بين قراءتك وبين كلام الله فإن الله تعالى قال (فاذكروني أذكركم) (فاذكروا الله كذكركم آباءكم)
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»
الفهرست